لم يكن الغانم في هذه اللحظة نائبا عن الكويت وممثلا لشعبها فقط وإنما نائبا عن كل الأحرار>
التوحيد أو علم العقيدة يطلق عليه أيضا الفقه الأكبر أو أصول الدين مقارنة بفقه الفروع، ومن أشهر المؤلفات القريبة وأوفاها كتاب “العقيدة الطحاوية” الذي شرحه ابن أبي العز الحنفي رحمه الله.
وقد تضمن الكتاب فصلا للحديث عن المسح على الخفين وهو من رخص الوضوء الذي هو مقدمة للصلاة ومكانه فقه الفروع!
لكنه جاء في هذا السياق ووضع مع أصول الاعتقاد لأن الشيعة الروافض رفضوا حديث المسح على الخفين في جملة ما رفضوه من بينات الشريعة وأصول العقيدة؛ والحديث مروي بالتواتر أي في أعلى درجات الصحة، فكان لزاما أن يُنبه على المسح على الخفين لا من باب إبراز الرخصة وإنما من باب صيانة الدين وحماية السنة
إذا كان ذلك كذلك:
فهل يعقل أن ينظر إلى قضية المسجد الأقصى واحتلال فلسطين على أنها قضية فصائلية أو تخضع للمكايدات السياسية؟!
الأقصى عقيدة: فهو أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم
_أولى القبلتين: حيث كان يتوجه إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة في مكة المكرمة وظل على هذا ستة عشر شهرا في المدينة المنورة ، حتى تحولت القبلة
_ثاني المسجدين: حيث سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري عن أول مسجد بني في الأرض فقال المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى وبينهما أربعون سنة.
_ثالث الحرمين الشريفين: التي لا تشد الرحال إلا إليها كما جاء في الحديث الصحيح.
_مسرى رسول الله صلى الله عليه تلك المعجزة التي تحدثت عنها سورة في القرآن سميت باسمها (الإسراء).
هذا ما ينبغي أن يدرس لأولادنا ويوضع في مناهجنا.
القدس مسؤولية كل مسلم.
لا يخص العرب وحدهم ولا جماعة دون غيرهم، والمحتل أطلق على كيانه اسم النبي إسرائيل عليه السلام وجلب أخلاط الرفاق وشذاذ الآفاق، بنداء التوراة وتحت راية التلمود، واعتبرها معركة الوجود
فالحمق بعينه أن تقف أمام دبابة ترفع راية التوراة، وأنت لا تعرف شيئا عن القرآن!!
إن الحرب المستعرة والمعركة الدائرة التي اشتعلت نارها وزاد أوراها، ليست في الحقيقة من أجل أرض أو نفوذ أو نفط، وإن كان هذا من مكاسبها، وإنما هي معركة المصحف، التي ينبغي أن تخوضها الأمة وتعد لها العدة.
إن ما قام به رئيس البرلمان الكويتي مرزوق الغانم في جلسة اتحاد البرلمان الدولي بفضح سياسة الاحتلال وجرائم قتل الأطفال بعبارات راسخة ولغة حاسمة نالت الإعجاب وحاصرت الإرهاب مما جعل ممثل الكيان الغاصب يغادر الجلسة غير مأسوف عليه.
لم يكن الغانم في هذه اللحظة نائبا عن الكويت وممثلا لشعبها فقط وإنما نائبا عن كل الأحرار وممثلا لكل من بقيت عنده أثارة من عزة أو نخوة، في وقت تتنامى فيه ظاهرة الصهاينة العرب وتتسارع فيه الهرولة الجماعية إلى أحضان التطبيع والصهيونية، لكن من فضل الله أن الأمة أدركت أن الاستعمار وإن رحل بعسكره وجنده فقد خلف بيننا جيشا من المسبحين بحمده، والمحافظين على عهده يحكمون نيابة عنه وينفذون تقربا إليه، وهذه أولى انتصارات معركة الوعي المؤهلة لمعركة استعادة المقدسات المغتصبة والبلاد المنتبهة ممن سيطروا عليها بالأصالة أو بالوكالة والعمالة.