مسرحية أبو الفتوح وهشام جنينة
فبراير 16, 2018الجهاد في ليبيا
مارس 2, 2018ما يفعله هذا الجيش من صرعى الغزو الفكري وضحايا الاستعمار الثقافي لا يقل عما يقوم به الجيش الروسي وعصابة الأسد في إبادة الشعب السوري.
لا تخفى أطماع الغرب في بلاد المسلمين وحرصهم على السيطرة على ثرواتها لكن يبقى الحقد الدفين على الإسلام عقيدة وشريعة هو المحرك الأول والباعث الحثيث على الحروب الصليبية التي اشتعلت جذوتها من قرون وما زلنا نكتوى بنارها ونحرق بأوارها
وبعد صراع مرير من خلال الاحتلال المباشر أيقن الغزاة أن التكلفة باهظة وأن العقائد لا تغير بالمدافع، فاستعاضوا عن الاحتلال العسكري بالغزو الفكري والاحتلال الثقافي، من خلال وضع المناهج الدراسية ونشر المدارس الأجنبية واستقدام البعثات العلمية وتوجيه دفة الإعلام، حتى تكون جيل من بني جلدتنا الذين يتحدثون بألسنتنا، يحمل عقيدة المستعمر ويؤمن بأفكاره هم الذين يقومون الآن بمحاولة سلخ الأمة عن دينها وعقيدتها وفرض ثقافة الغرب وفلسفته في الحياة تحت حماية وعناية الحكام الذين جلسوا على كراسي الحكم نيابة عن المحتل ووكلاء عن المستعمر وهو الذي يختارهم ويبسط حمايته عليهم .
في فترة حكم الملك عبد الله بن عبد العزيز تم إيفاد قرابة مليون شاب وفتاة لبعثات علمية في الخارج، هم الذين يرفعون راية التغريب الآن ويسعون إلى فرض علمانية الفكر والسلوك مفرغة من ديمقراطية الحكم ومحاسبة الحاكم! فهي ليبرالية مدخلية، أو علمانية جامية!
ما يفعله هذا الجيش من صرعى الغزو الفكري وضحايا الاستعمار الثقافي لا يقل عما يقوم به الجيش الروسي وعصابة الأسد في إبادة الشعب السوري لكنها خطة المرحليات التي تختلف من بلد إلى آخر. إن سماسرة الاحتلال الذين يحكمون نيابة عنه يبحثون عن رضاه بل ويتقربون إليه بالنوافل، فقد تعاقب الفرنسيون والانجليز على احتلال مصر فزاد تمسك أهلها بالكتاتيب وحفظ القرآن، حتى جاء حكم العساكر فأغلقها وشرد أهلها وطلابها واعتبر الإنفاق عليها من تمويل الإرهاب! ناهيك عن الجرائم غير المسبوقة من قتل وسحل وإخفاء وسجن.
ولو يممت تجاه اليمن فلن تجده سعيدا ولأبصرت ما يشيب له الوليد حيث يقتل أهل اليمن وفق خطة محكمة بيد مليشيات الحوثي على الأرض وغارات تحالف أبو ظبي وأخواتها من السماء مع استهداف مباشر لأهل العلم والفضل بالاعتقال والقتل.
أما ما يحدث في سوريا فهي الحرب العالمية بمعنى الكلمة حيث اجتمع الروس والمجوس مع عباد الصليب ورعاياهم من الطواغيت على إبادة جماعية لأهلها وغض الجميع الطرف عن استخدام بشار للأسلحة المحرمة دوليا في قتل المدنيين وإزهاق أرواح ما يقارب نصف مليون نسمة وتهجير بضعة ملايين آخرين، فقد اتحدت كلمتهم ووجدوا ضالتهم في محاربة الإسلام ومن يدينون به. حتى أصبحت مأساة أهل الغوطة الشرقية أفدح من مأساة المسلمين الروهنيغيا في ميانمار.
أهل أراكان يقتلهم البوذيون، أما أهل الغوطة فاجتمع على إبادتهم شذاذ الأفاق وأخلاط الرفاق الذين تجمعوا من كل صوب وحدب على فسطاط المسلمين كما جاء في الحديث الصحيح عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم – قال: “إن فُسْطَاطَ المسلمينَ يومَ المَلحَمَةِ بالغوطةِ. إلى جانب مدينةٍ، يقال لها: دمشقُ مِن خيرِ مدائن الشام”.
أولى مراحل العافية أن تدرك الأمة أنها مازالت محتلة وأن الرؤساء والزعماء هم مجرد سكرتارية في صورة حكام لذا رأينا الكفيل يتدخل مباشرة إذا شعر بأنهم على وشك السقوط؛ وأن خلاص الشعوب من قبضتهم وتسلطهم هي بداية معركة التحرر العام، وما يلي ذلك أهون وأيسر. لكن ألا يغري تجمع أهل الباطل عليه وجلدهم فيه، على التكاتف بين أهل الحق وتقديم الكليات على الفرعيات وترتيب سلم الأولويات؟ الأمر ليس قضية قطر وإنما مستقبل أمة.
ومن المسلمات أن من عجز عن فريضة الجهاد لزمه واجب الاستعداد؛ الاستعداد لامتلاك أسباب القوة المادية والمعنوية على حد سواء.
(وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) (60) ۞ الأنفال