نبوءة اغتيال الرئيس محمد مرسي
يونيو 21, 2019علا القرضاوي وأخواتها
يوليو 5, 2019احتلت فرنسا الجزائر لمدة زادت عن مئة وثلاثين سنة، وضمتها إلى أقاليمها وولاياتها، وما كانت تحسب أنها ستخرج منها، لكن شعب الجزائر الثائر ضرب أروع أمثلة الفداء والتضحية، وخاض ثورة التحرير التي خَلد شهداءها التاريخ…
لكن العجيب أن العلامة البشير الإبراهيمي أحد مؤسسي جمعية العلماء المسلمين في الجزائر التي كان لها بالغ الأثر في إعداد الثوار وتهيئة المجاهدين، وهو يضع خطة الثورة ويرسم خريطة النضال قال: لابد في البداية من فكرة جامعة لا يختلف عليها اثنان، ومنها يكون المنطلق، ومثار العجب أنه لم يختر فكرة التحرير من الاحتلال لأن بعض المغيبين والمستغربين ركنوا إلى الذل، وفضلوا التبعية لفرنسا على فضاء الحرية، وهم من ينعتهم الشعب الجزائري بـ”أولاد فرنسا”.
اختار الإبراهيمي تطهير القدس وتحرير فلسطين شعارا لدعوته، فرفع لواء الأقصى وحشد الناس خلف قضيته التي لا يتخلف عن نصرتها أحد من أهل الجزائر!
وكل من يتابع مسيرة الجزائر مع قضية فلسطين لا يحتاج دليلا على ما هُدي إليه البشير.
حتى قال الجزائريون يوما “نحن مع فلسطين بالحق وبالباطل”!
وعند مطالعتي لما قاله هذا المجاهد الكبير عام 1948 خِلتُ أنه يُعلق على صفقة القرن وأحداث الساعة:
“يا بَخس فلسطين، أيبيعها من لا يملكها ويشتريها من لا يستحق؟ يا هوان فلسطين أيكون من ذوي الحق في بيعها تلك الدويلات التي لم تخلق خلقا طبيعيا وإنما خلقتها المنافسات التي لم يبلغ الكثير منها جزءا مما بلغته فلسطين من مجد في التاريخ وسابقة في الحضارة، ويد في نفع البشرية بل لم تبلغ مجتمعة ما بلغته فلسطين؟”.
إنها فراسة المؤمن وكرامة المجاهد الذي يرى بنور الله، لكن الأمر الآن تعدى مرحلة الرضا بالاحتلال والعمالة للعدو، وأصبح حكام العرب مطالبين بدفع ثمن فلسطين لأهلها ليتسلمها الصهاينة بلا عوض أو مقابل!
تنفيذا لخطة ترمب الذي يتعامل بعقلية التاجر المرابي، وزوج ابنته الذي أخذ الصفقة من الباطن على طريقة السمسرة والعمولات التي لا يحسنون غيرها.
تذكرت فِرية الإعلام الموالي للاحتلال الذي لم يَمل من ترديد أن الفلسطينيين باعوا أرضهم، فلماذا يدفع لهم ولاة أمركم مرة أخرى إذا فيما وصف بأنه صفقة القرن يا أصحاب القرون؟!
ما أبخسها من صفقة، وما أخسها من بيعة، تلك التي حضرها شهود الزور الذين يطمعون في شيء من فُتاتها نظير عمالتهم واستمرار خيانتهم.
وقبلت البحرين أن تكون “شقة مفروشة” تتم فيها الصفقة المشبوهة وتم اختيار “المنامة” لأن حكام العرب باتوا تحت لحاف إسرائيل، وأصبحوا وعليهم جنابة سياسية لا يطهرهم منها ماء النهر ولا البحر، وسيكتب التاريخ مؤتمر المنامة في صفحات الخيانة إلى يوم القيامة.
وأَسوقُ هنا إلى عشاق خلاصة القول، وأصحاب ما قل ودل، الذين لا صبر لهم على المقالات والمطولات:
يكفي أن تدركوا حجم الخيانة والغبن فيما عرف بصفقة القرن، من رَفض محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية لها وعدم حضور مؤتمراتها! وهو الذي وضع في أعلى أولوياته الحفاظ على أمن الصهاينة المحتلين!
لم تتأثر يقظة الشعوب بتنازل المطبعين، ولا بخيانة المتنازلين، لأن القدس وأرض فلسطين لا تخص شعبا بعينه أو فصيلا دون فصيل، وإنما هي أرض وقفها عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجميع المسلمين، والوقف لا يباع ولا يُوهب ولا يُورث وإن كره المنافقون.
سيجدد علماء الأمة عهد الإمام البشير الإبراهيمي وسيكررون نداءه:
“أيها العرب أيها المسلمون إن فلسطين وديعة محمد صلى الله عليه وسلم لنا، وأمانة عمر في ذمتنا، وعهد الاسلام في أعناقنا، فلئن أخذها اليهود منا ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون”.