بين شيرين أبو عاقلة وغفران وراسنة
يونيو 4, 2022بعد عام من تحرير أفغانستان
أغسطس 15, 2022أصبحت الحرب على غزة من الثوابت الموسمية لدى العصابة الصهيونية، ويحرص كل من يصل إلى سدة الحكم أن يسجل في تاريخه انتقامًا جديدًا من الشعب المحاصَر، ويسوّد صحائفه بالاعتداء على كل مكوناته من مدنيين ومقاومين، نساءً وشيوخًا وأطفالًا، وكان لي مع رحى الحرب الدائرة الآن وقفات عدة:
أولًا: أن قوات الاحتلال وبياناته منذ اللحظة الأولى ركزت على كتائب الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري (سرايا القدس) فاغتالت القيادي بالحركة تيسير محمود الجعبري، وسعت من وراء الحرب إلى “دق أسافين” الفُرقة بين ألوية الجهاد وكتائب المقاومة، لكن رجال غزة فطنوا إلى ذلك منذ اللحظات الأولى، وأعلنوا أن العدوان على أي فرد أو فصيل هو عدوان على غزة كلها، وأدارت المقاومة المعركة من غرفة عمليات مشتركة تعبّر عن عموم شعب غزة المجاهد.
ثانيًا: برهنت غزة أنها البقعة العربية التي تملك قرارها، وتستطيع -رغم حصارها وانعدام إمكانياتها- الوقوف أمام الغطرسة الصهيونية وآلة الحرب الإسرائيلية، وأنها باتت خط الدفاع الأول عن مقدسات الأمة ومسرى نبيها صلى الله عليه وسلم، لذا كان دعمهم وتوفير احتياجاتهم من فروض الأعيان كل على حسب طاقته واستطاعته، ومن خلال ما يملك من وسائل وآليات.
ثالثًا: رأينا بيانات واضحة من أمريكا وبريطانيا وغيرهما، في دعم الاحتلال في عدوانه وإجرامه، بما يؤكد أنهم أصحاب المشروع ورعاته، وفي المقابل لم نجد من يدعم حق الفلسطيني في استعادة أرضه، والغزاوي في حياة طبيعية بعيدًا عن القصف والتدمير، اللهم إلا من بيانات شجب واستنكار خجولة، من بعض الدول التي ما زالت تعرف حمرة الخجل.
رابعًا: سقطت سريعًا ذريعة المُطبّعين الجدد الذين هرولوا إلى تطبيع مجاني تحت شعار “نفعل ذلك من أجل مصلحة الأشقاء الفلسطينيين”، حيث انحصرت ردة فعلهم في تحذير رعاياهم السياح في المغتصَبات بتوخي الحذر واتباع تعليمات الحكومة الإسرائيلية.
خامسًا: حرص البعض تحت غبار الحرب، وأثناء لمعان الصواريخ، أن يتخندق حول خلافه الفكري أو السياسي مع كتائب الجهاد وقادة المقاومة، وذهل عن أن المقام الآن مقام المناصرة لا المناصحة، وأن النصيحة واجبة ولكن بعد أن تضع الحرب أوزارها، ومن أصر على ذلك فهو يخدم المحتل ويقوي شوكته من حيث يدري أو لا يدري.
أخيرًا: أُعلِن أمس خبر وفاة السيدة ماجدة أبو بكر عزام، سليلة عائلة عزام باشا المعروفة في تاريخ مصر السياسي والعلمي، وحرم السفير محمد رفاعة الطهطاوي، سفير مصر في ليبيا وإيران ورئيس ديوان رئيس الجمهورية المعتقل منذ عام 2013 لأنه أظهر بسالة وموقفًا ينمّ عن معدنه النفيس، وتعالت المطالبات بالإفراج عنه ليس فقط لأنه معتقل بلا جناية، وإنما لأن كل الشروط التي أُعلِن عنها في الحوار الوطني تنطبق عليه أكثر من غيره. وقد ذكّرتني الحرب الحالية على غزة بموقفه من الحرب التي كانت في 2013 وكيف أنه سافر إلى غزة مع رئيس الوزراء د. هشام قنديل، تحقيقًا لشعار (مصر الكبيرة) يومها الذي أطلقه رئيسها د. محمد مرسي “لن نترك غزة وحدها”. فهل تنقشع الحرب عن غزة وقد أُطلِق سراح السفير النبيل وفُكّت قيوده.. ليس ذلك على الله بعزيز.